من الضروري معرفة أن التوحد هو إضطراب في النمو يسبب خللًا في وظائف الدماغ. علاج التوحد يعني تقليل الأعراض والإضطرابات ذات الصلة. إضطراب طيف التوحد هو حالة يواجه فيها الشخص تحديات في المهارات الإجتماعية والتواصل الکلامي وغير الکلامي.
حاليًا لا يوجد علاج لهذا الإضطراب، ولكن إذا تم تشخيص هذا الإضطراب في مرحلة الطفولة وبدأت عملية العلاج فورًا، یمكن تقليل أعراضه وتحسين قدرات الطفل. الهدف من الدورة العلاجية في علاج التوحد هو تحسين مهارات الحياة اليومية للمرضى وزيادة مشاركتهم في المجتمع. يوصى بالوقاية من إضطراب طيف التوحد، لكن العلاج كان فعالًا بشکل كبير في السيطرة على أعراض الإضطراب. لمزيد من المعلومات، يمكنك أن تقرأ عن اضطراب التوحد.
التشخيص الدقيق يحسن جودة علاج التوحد
أحدی الأمور التي من الضروري أن یعتاد علیها الوالدین هو أن أي سلوك يظهره هؤلاء الأطفال، مرتبط بالتوحد ويحتاج الوالدین إلى تعلم كيفية تفسير كل سلوك بشكل صحيح و التعامل معه. على سبيل المثال، يمكن أن يكون ضرب الرأس باليد علامة على صداع الطفل أو وجع الأذن. في هذه الحالات، من الضروري إجراء فحص جسدي كامل. من المهم جدًا مراقبة النمو الصحي عقليًا وجسديًا.
كما ذكرنا فإن الهدف من علاج التوحد هو التغلب على التحديات القادمة من خلال معرفة نقاط القوة والضعف لدى الطفل ومحاولة تقوية نقاط قوته.
مشاهدة أولى الأعراض
تختلف الأعراض بشكل كبير من شخص لآخر. بمجرد أن يرى الوالدین الأعراض الأولى لإضطراب التوحد عند الأطفال، يجب عليهم الذهاب إلى طبيب متخصص لإجراء الفحوصات اللازمة للتشخيص الدقيق. كلما بدأتم العلاج مبكرًا، كان أداء الطفل أفضل.
الأعراض الأكثر شيوعًا هي :
- تجنب الإتصال بالعين أو عدم الحفاظ عليه
- حتى عمر 12 شهرًا، يستخدمون القليل من الإيماءات أو لا يستخدمون أي إشارات مثل التلويح بأيديهم للتوديع
- لا يستجيبون لأسمائهم حتى سن 9 أشهر
- عدم إظهار مشاعر”إنفعالات” الوجه مثل السعادة والحزن والغضب والمفاجأة في عمر 9 أشهر
- لا يلعبون ألعابًا تفاعلية بسيطة حتى 12 شهرًا
- عدم مشاركة الإهتمامات مع الآخرين في سن 15 شهرًا مثل إظهار الأشياء التي يحبونها
- في عمر 18 شهرًا، لم یشر الی الأشياء الممتعة التي يراها، لتظهر لك
- في عمر 24 شهرًا، لا يلاحظون متى يتأذى أو ينزعج الآخرون
- عدم الإهتمام بالأطفال الآخرين والمشاركة في الألعاب معهم حتى 36 شهرًا
- حتى 48 شهرًا، لا يتظاهر أثناء اللعب بأنه شخص آخر، مثل مدرس أو بطل خارق
- حتى سن 60 شهرًا، لن يقرأ لك الشعر أو يرقص أو يقلد دور شخص آخر
بدء دورة علاج التوحد
قد يكون التعامل مع الأشخاص المصابين بالتوحد، وخاصة الأطفال، أمرًا صعبًا ویعتبر تحدي. لبدء العلاج، يجب مراعاة بعض النقاط، ومنها:
إبحث على الخبراء و الأخصائیین
يحتاج الأشخاص الذين يتعاملون مع الأطفال المصابين بإضطراب طيف التوحد (ASD) إلى أن يكونوا خبراء في معرفة كيفية التعامل مع هؤلاء المرضى وكيفية التعامل معهم بمهارة. لذلك يجب أن تكون حريصًا في إختيار أخصائي ومدرب ومعالج.
جمع المزيد من المعلومات حول علاج التوحد
سيساعدك التعرف على ASD على التمييز بين المعتقدات الخاطئة والحقيقة وتَــفَهُــمِ أي سلوك تراه. من خلال القيام بذلك، سوف تمر فترة العلاج بسلاسة ودون مشاكل.
التواصل مع العائلات التي ترغب في علاج التوحد لدى أطفالهم
قد تواجه العائلات التي لديها طفل مصاب بإضطراب طيف التوحد ASD مشاكل مماثلة وقد يُظهر أطفالهم سلوكيات مماثلة لسلوك طفلکم. لذا فإن التعرف على تجربتهم والتشاور معهم يمكن أن يكون مفيدًا لكم ويجعل علاج التوحد أسهل لأنكما تستطيعان فهم بعضكما البعض ويمكنهم التعاطف معكم.
إعتني بنفسك وبقية أفراد الأسرة
بصفتهم مقدمي الرعاية الأساسيین للأطفال المصابين بالتوحد ASD، يجب على الوالدین الإهتمام بصحتهم ومحاولة تخصیص بعض الوقت لأنفسهم وبقية أفراد الأسرة لأن رعایة مرضى التوحد ASDأمر شاق. هناك حاجة للإستمرارية في عملية العلاج وهذا يتطلب صبر وإهتمام الوالدين.
كن صادقًا مع المتخصصين والمعالجين
في كثير من الحالات، عندما يلاحظ الوالدین علامات التوحد ASD لدى أطفالهم، فإنهم يحاولون عدم ربطها بالتوحد ويحجبون بعض المعلومات عندما يسألهم المعالجین عن سلوكیات أطفالهم. نتيجة لذلك، تنقطع فترة العلاج.
مراجعة الأخصائي
من الأفضل أن تذكر عند کل زيارة تقوم بها للأخصائي، سلوك طفلك الذي تم تشكيله حديثًا أو تحسنه، أو إذا كان من الصعب شرح ذلك، قم بتسجيل مقطع فيديو لسلوك طفلك وعرضه على الأخصائي او المعالج.
إكتب أسئلتك ومخاوفك لطرحها على المعالجين. إذا كان طفلك يتناول أدوية أو حتى مكملات و فيتامينات، إخبر الطبيب واطلب الإستشارة بشأن جرعة الأدوية.
طرق مختلفة لتعديل الأعراض
هناك العديد من العلاجات لأنواع مختلفة من التوحد، بما في ذلك تحليل السلوك التطبيقي، التدريب على المهارات الإجتماعية، العلاج الوظيفي، العلاج الطبيعي وإستخدام التكنولوجيا المساعدة.
بشكل عام، يمكن تقسيم طرق علاج التوحد إلى أربع فئات :
- نهج السلوك والإتصال
- النهج الغذائي
- النهج الدوائي
- التدخل التكنولوجي في علوم الأعصاب مثل تقنية LORETA
1) نهج السلوك والإتصال
يتضمن هذا النهج تحليل السلوك التطبيقي ولعب الألعاب وأداء الأنشطة المشتركة.
في تحليل السلوك التطبيقي، يتم تشجيع السلوك الإيجابي و تجاهل السلوك السلبي. هذه هي الطريقة الرئيسية في العديد من العيادات والمدارس في مختلف البلدان حول العالم والتي يجب تقييم وقياس تقدم الطفل فيها.
تهدف ممارسة الألعاب وأداء الأنشطة المشتركة إلى تحسين المهارات الإجتماعية للأطفال.
تشمل أجهزة التكنولوجيا المساعدة، أجهزة مثل لوحات الإتصال أو الأجهزة اللوحية الإلكترونية “تابلت” التي تُستخدم للتواصل بشكل فعال وسهل مع الآخرين. على سبيل المثال، يتم تعليم المريض إستخدام الرموز المرئية للأسئلة والإجابات والمحادثات، أو إستخدام التابلت كجهاز لإنتاج الكلام أو عقد الإتصال.
في نهج علاجي آخر لعلاج التوحد، يركز المعالجون على مواجهة الطفل مع البيئة المحيطة والأصوات والروائح، وبالتالي التأثير على نموه العاطفي.
في بعض الحالات، يتم إستخدام الإشارات المرئية لتعليم مهارات وإرشادات مثل كيفية إرتداء الملابس، من خلال بعض البطاقات التي تحتوي على صور محددة.
يمكن تعليم مهارات مثل إرتداء الملابس وتناول الطعام والإستحمام من قبل المعالج الوظیفي. يساعد علاج النطق ” العلاج الکلامي” أيضًا بشكل كبير على مهارات التواصل لدى الأطفال.
2) النهج الغذائي
ثبت أن لبعض أنواع الأنظمة الغذائية “الحمیة ” تأثير إيجابي على الأطفال المصابين بالتوحد. يمكن أن تشمل التغييرات الغذائية إستبعاد أنواع معينة من الطعام من النظام الغذائي للطفل وإضافة الفيتامينات أو المكملات المعدنیة. كما أن التخلص من الأطعمة التي يعاني الطفل من حساسية تجاهها أمر فعال أيضًا. بشكل عام، يوصى بإستشارة اختصاصي تغذية والتأكد من أن خطة النظام الغذائي “الحمیة” لعلاج التوحد متوازنة.
3) علاج التوحد بالأدوية
لم يتم إنتاج دواء خاص لعلاج هذا الإضطراب وتقليل أعراضه الرئيسية. ومع ذلك، يصف الأطباء الأدوية لتحسين أداء المرضى. على سبيل المثال، يمكن إستخدام الأدوية التي تؤثر على مستويات الطاقة العالية أو تعالج الإكتئاب والقلق للسيطرة على الإضطراب وتقليل أعراضه ایضاً.
4) التدخل التكنولوجي في علوم الأعصاب مثل تقنية لورتا
في هذه الطريقة، يحاول الأخصائي تحسين وظائف الدماغ من خلال العمل مباشرة على الدماغ بإستخدام أجهزة متطورة. LORETA نوروفیدبك هو العلاج الأكثر تقدمًا وفاعلية في علاج التوحد الذي يؤثر على موجات الدماغ وبالتالي يحسن وظائف المخ ويقلل في النهاية الإضطرابات والأعراض. هذه الطريقة أكثر فاعلية لبعض جوانب هذا الإضطراب و اعراض التوحد مثل إضطراب اللغة و الکلام، المشاكل الإدراكية والأعراض المعرفية للمرضى.
أنسب طريقة لعلاج التوحد
بحسب مستوى هذا الإضطراب وعمر المريض، ستكون عملية تعديل الأعراض والعلاج مختلفة. في بعض الحالات، من الضروري تجربة مجموعة من الأساليب بناءً على أعراض وإضطرابات المريض.
ومع ذلك، فإن العلاج الوظیفي”المهني” المكثف والمستمر یکون في الخط الأمامي في علاج التوحد. خاصة إذا تم تشخيص التوحد في مرحلة الطفولة، يجب البدء فوراً في إعادة تأهيل الصحة العقلية والعلاج الوظیفي للسيطرة على الأعراض بشكل أسرع. إذا كان عمر الطفل أكثر من خمس سنوات، فإن LORETA مع العلاج الوظیفي تؤدي إلى تقدم أسرع وتساعد على تقوية إدراك الأطفال.
يحتاج المصابین بالتوحد إلى دعم الأسرة، وإذا كان لديهم هذا الدعم بالإضافة إلى الطرق العلاجیة الأخرى، فستكون عملية العلاج أسرع وبجودة عالیة.
تكاليف علاج التوحد
كما ذكرنا، لا يوجد علاج نهائي لهذا الإضطراب، وهناك العديد من الحلول لتقليل أعراضه. لذلك، لا يمكن تقدير التكاليف بسهولة. غالبًا ما تكون التكاليف مرتفعة وتعتمد على شدة التوحد.
لتقليل الأعراض وعلاج التوحد، من الأفضل أولاً التشاور مع أخصائي (طبيب أعصاب، طبيب نفسي، معالج وظيفي) وتحديد شدة هذا الإضطراب حتى تتم عملية العلاج بشكل أسرع لأنه أفضل وقت لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد ASD قبل سن الخامسة. لا يمكن علاج التوحد، ولكن يمكن تقليل أعراضه بشكل كبير.
إضطراب التوحد عالي الأداء عند البالغين
“الأداء العالي” يعني أن الشخص يعاني من أعراض خفيفة ويحتاج إلى مساعدة ودعم أقل مقارنة بالمرضى الآخرين.
قد يشعر البالغین المصابین بالتوحد عالي الأداء أن أعراضهم تزداد سوءًا وتؤثر على نوعية حياتهم وحالتهم. يوصى بالتحدث مع أخصائي وطلب المشورة المهنية حول كيفية إدارة الأعراض. يُصنف هذا الإضطراب بين البالغين بناءً على شدة الأعراض وعددها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر.
لمزيد من المعلومات ، تابع صفحتنا على Twitter على العنوان التالي:
