إضطراب العرة او التشنج اللاإرادي، والذي يُعرف أيضًا باسم متلازمة توريت، هو مرض عصبي يصاحبه حركات أو أصوات لا إرادية من قبل الشخص المصاب، وفي هذا المقال نعتزم شرح أسباب التعرض للتشنجات اللاإرادية و الأعراض وطرق تشخص هذا الإضطراب .
يمكن أن تظهر التشنجات اللاإرادية عند الأشخاص المصابين بشكل خفیف أو شديد ويمكن أن تكون في شكل ومضة العین، تطهیر الحنجرة، الصراخ وما إلى ذلك. لم يتم كشف السبب الرئیس لتعرض الأشخاص الذين يعانون من هذا الإضطراب، ولكن هناك بعض العوامل مثل العامل الوراثي والبيئي الذي یؤثر على الأشخاص الذين يعانون من هذا الإضطراب.
يمكن أن تختلف أعراض إضطراب التشنج اللاإرادي من شخص لآخر ويمكن أن تشمل العرات الحركية والعرات الصوتية. سنشرح كل منهم في سیاق هذا المقال.
يمكن أيضًا أن تكون شدة وتواتر التشنجات اللاإرادية مختلفة وقد تكون أكثر أثناء الإجهاد أو الإثارة. في بعض الحالات، قد تكون التشنجات اللاإرادية مصحوبة بأعراض أخرى مثل القلق، الإكتئاب أو إضطراب الوسواس القهري.
العرات هي حركات أو أصوات مفاجئة ومتكررة لا إرادية وغالبًا ما يصعب السيطرة عليها. في حين أن العرات شائعة وغالبًا ما تكون عابرة، إلا أنها يمكن أن تصبح أكثر خطورة و مدمرة لدى بعض الأشخاص. لذلك من خلال ملاحظة هذه الأعراض المتكررة يمكن إستنتاج أن الشخص يعاني من هذا الإضطراب. انتبهوا، من المهم جدا التعرف على الأعراض وعلاج التشنجات اللاإرادية مبكرًا.
التشنجات اللاإرادية الحركية هي حركات مفاجئة ومتكررة. يمكن أن تؤثر على أي جزء من الجسم، ولكنها أكثر شيوعًا في الوجه، الرقبة والكتفين. نماذج من التشنجات اللاإرادية الحركية تتضمن وميض العين، تعبيرات الوجه، حركات الرأس، هزات الكتف وحركات الذراع أو الساق المتكررة.
يمكن أن تكون العرات الحركیة بسيطة أو معقدة. العرات الحركیة البسيطة غالبا تكون موجزة وتتضمن عضلة واحدة أو عضلات قليلة. اما العرات الحركیة المعقدة تتضمن على حركات أكثر تعقيدًا وقد تشمل مجموعات عضلية متعددة. نماذج التشنجات اللاإرادية المعقدة تتضمن القفز، الدوران أو الإنحناء بطريقة معينة.
التشنجات اللاإرادية الصوتية هي أصوات أو كلمات مفاجئة ومتكررة. يمكن أن تشمل أي نوع من الأصوات، بما في ذلك الشخير، السعال، تطهیر الحنجرة والشم.
يمكن أن تكون التشنجات اللاإرادية الصوتية بسيطة أو معقدة. تشمل التشنجات الصوتية البسيطة أصواتًا قصيرة ومتكررة، بينما تشتمل التشنجات الصوتية المعقدة على اعراض أكثر تعقيدًا مثل تكرار كلمة أو عبارة أو إصدار أصوات حيوانية.
يتم تشخيص إضطراب التشنج اللاإرادي عندما يعاني الشخص من التشنجات اللاإرادية الحركية أو الصوتية لمدة عام على الأقل. يجب أن تكون التشنجات اللاإرادية موجودة في جزء كبير من اليوم، على سبيل المثال كل يوم تقريبًا أو بشكل متقطع. التشنجات اللاإرادية تسبب أيضًا بالتشویش أو ضعفًا في الأداء الإجتماعي أو الأكاديمي أو المهني.
في بعض الحالات، يمكن أن يرتبط إضطراب التشنج اللاإرادي بحالات أخرى مثل فرط النشاط ، الوسواس أو القلق. يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى تفاقم الأعراض وتجعل إدارتها أكثر صعوبة.
في ما یلي، سنناقش عملية تشخيص إضطراب التشنج اللاإرادي، بما في ذلك أعراضها وطرق التقييم ومعايير التشخيص.
إنتباه: عادة ما تنمو التشنجات اللاإرادية أثناء الطفولة أو المراهقة ويمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ والکبر.
في حالة الإشتباه في إضطراب التشنج اللاإرادي، يجب إجراء تقييم شامل لإستبعاد الأسباب الأخرى التي تؤدي للتشنجات اللاإرادية. قد يشمل هذا التقييم الفحص الجسدي، التاريخ الطبي والتقييم العصبي.
قد يساعد التاريخ الطبي في تحديد الحالات التي تؤدي إلى تفاقم التشنج اللاإرادي. حالات مثل التوتر، القلق أو تغيير الأدوية و إلخ ..
قد يشمل التقييم العصبي اختبارات لتقييم حركات الشخص، توازنه وسرعة رد فعله ونوعه.
لتشخيص إضطراب التشنج اللاإرادي، يجب أن یمتلك الشخص معايير معينة موضحة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (5DSM-). هذه المعايير هي:
قد تختلف شدة التشنجات اللاإرادية وتأثيرها، ويمكن تصنيف اضطراب التشنجات اللاإرادية على خفيف، متوسط أو شديد بناءً على درجة الإضطراب في الأداء اليومي.
لم يتم إثبات السبب الدقيق للإصابة بإضطراب التشنج اللاإرادي بشكل كامل، لكن تشير الأبحاث إلى أن مجموعة من العوامل الجينية والبيئية قد تلعب دورًا في الإصابة بهذا الإضطراب. أظهرت الدراسات أن اضطراب التشنج اللاإرادي یتکرر في أسرة الشخص المصاب، مما يشير إلى أن الإضطراب قد يكون وراثيًا أيضًا. ومع ذلك، ليس كل من يعاني من إضطراب التشنج اللاإرادي لديه تاريخ عائلي لهذه الحالة.
قد تساهم العوامل البيئية أيضًا في تطور إضطراب التشنج اللاإرادي. على سبيل المثال، ترتبط بعض أنواع العدوى، مثل التهاب الحلق بظهور التشنجات اللاإرادية لدى بعض الأشخاص. تشمل العوامل البيئية الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بإضطراب التشنج اللاإرادي التعرض للسموم أو التعرض لصدمة للدماغ.
كما قلنا، الوراثة أحدی أسباب الإصابة بالتشنجات اللاإرادية. حدد الباحثون العديد من الجينات التي قد تكون متورطة في تطوير اضطرابات التشنج اللاإرادي، بما في ذلك، تلك التي تشارك في تنظيم الدوبامين، وهو ناقل عصبي يشارك في التحكم بالحركة. أظهرت الدراسات أيضًا أن خطر الإصابة بإضطرابات التشنج اللاإرادي يكون أعلى في التوائم المتطابقة.
بينما تلعب الجينات دورًا مهمًا في تطوير إضطرابات التشنج اللاإرادي، يمكن أن تلعب العوامل البيئية دورًا أيضًا. يرتبط التعرض لعوامل بيئية معينة مثل الفيروسات أو السموم بزيادة خطر الإصابة بإضطرابات التشنج اللاإرادي.
أظهرت العديد من الدراسات وجود صلة بين العدوى وتطور العرات. على سبيل المثال، ترتبط عدوى التهاب الحلق بتطور نوع من إضطراب التشنج اللاإرادي المعروف بإسم إضطرابات المناعة الذاتية العصبية للأطفال.
التعرض لبعض السموم الخاصة یرتبط ایضا بتطور إضطرابات التشنج اللاإرادي. على سبيل المثال، يرتبط التعرض للرصاص، وهو معدن ثقيل سام ، بتطور إضطرابات التشنج اللاإرادي، خاصة عند الأطفال. تشمل العوامل البيئية الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بالعرات، المضاعفات السابقة للولادة بالإضافة إلى الأحداث المجهدة في الحياة.
هناك العديد من خيارات العلاج للمساعدة في إدارة الأعراض، ولكن العلاج الحقيقي الوحيد لهذا الإضطراب هو إستخدام لورتا نوروفیدبك، والذي نناقشه في ما یلي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد ممارسة الرعاية الذاتية في إدارة أعراض إضطراب التشنج اللاإرادي. قد يشمل ذلك تدریبات الحد من التوتر مثل التأمل أو ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم وتناول الطعام حسب نظام غذائي صحي. من المهم أيضًا تحديد أولويات الأنشطة التي تجلب لك السعادة، مثل الهوايات أو قضاء الوقت مع أحبائك.
التفهم والدعم و التواصل مع المجموعات الداعمة أو الأشخاص الآخرين الذين يعانون من العرات یمکن أن یکون مفیداً و فعالاً لتبادل الخبرات والمشورة وتعلم استراتيجيات التأقلم.
في حين أن الأدوية والعلاجات السلوكية يمكن أن تكون فعالة في إدارة الأعراض، فإن خيار العلاج الجدید المسمى لورتا نوروفیدبـك: يمكن أن يقلل من تواتر وشدة التشنجات اللاإرادية.
لورتا هو نوع من نوروفیدبـك الذي يستخدم تقنية EEG لمراقبة موجات الدماغ لحظة بلحظة. هذا العلاج غير جراحي و يسجل نشاط الدماغ لحظة بلحظةعن طريق وضع أجهزة إستشعار على رأس المريض بإستخدام قبعة.
أثناء جلسة علاج نوروفیدبـك لورتا، يتفاعل المريض مع محفز بصري أو سمعي، مثل فيلم، بينما يتم مراقبة نشاط دماغه. في النهایة و من خلال تحديد النقاط المتضررة في الدماغ، تعمل لورتا على تحسين وظيفة هذه النقاط.
أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من إضطرابات التشنج اللاإرادي لديهم أنماط غير طبيعية من نشاط الدماغ، وخاصة في القشرة الأمامية والعقد القاعدية، والتي تشارك في التحكم بالحركة وتنظيمها. تستهدف نوروفیدبـك لورتا هذه المناطق من الدماغ وتساعد على تنظيم النشاط وتقليل تكرار وشدة التشنجات اللاإرادية.
خلال جلسة نوروفیدبـك لورتا، يتم تدريب المريض على زيادة النشاط في مناطق معينة من الدماغ مع تقليل النشاط في مناطق أخرى. هذا التدریب يساعد على تحسين التوازن وتنظيم وظائف الدماغ وتقليل حدوث التشنجات اللاإرادية.
يمكن أن تكون لورتا نوروفیدبـك خيارًا فعالًا لعلاج إضطرابات التشنج اللاإرادي. وجدت دراسة نشرت عام 2018 في مجلة إضطرابات الإنتباه أن الأطفال المصابين بمتلازمة توريت والذين تلقوا 20 جلسة نوروفیدبـك لورتا أظهروا إنخفاضًا كبيرًا في تواتر وشدة التشنجات اللاإرادية مقارنة بمجموعة التحكم. وجدت دراسة أخرى نُشرت في عام 2020 في مجلة Neuropsychiatric Disease and Treatment نتائج مماثلة لدى البالغين الذين يعانون من إضطرابات التشنج اللاإرادي.
يمكن أن تكون معالجة إضطرابات التشنج اللاإرادي صعبة و إدارتها یعتبر تحدي، لكن علاج لورتا نوروفیدبـك يمكن أن يقلل من تواتر وشدة التشنجات اللاإرادية. من خلال إستهداف مناطق معينة من الدماغ، تنظم لورتا نشاط المخ وتحسن توازن وإستقرار وظائف الدماغ.
تظهر النتائج أن لورتا يمكن أن تكون خياراً علاجیاً فعالاً وآمن. إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه مصابًا بإضطراب التشنج اللاإرادي، فإن لورتا هي أفضل خيار علاجي لهذا الإضطراب. لمزيد من المعلومات حول أسباب وتشخيص إضطراب العرة ، تابع صفحتنا على twitter على العنوان التالي: